المدونة

أنظمة البناء المقاومة للزلازل

تتصدر تركيا قاىمة المشهد الحالي مع حدوث الزلزال الأخير في السادس من شباط ٢٠٢٣ م ويجري الحديث عن أهمية مراعاة نظام البناء المقاوم للزلازل في الدول التي تقع على خط الزلازل ومنها بعض دول الشرق الأوسط واليابان وغيرها .

ومما تجدر الإشارة إليه إلى أن الزلزال الذي وقع في جنوب تركيا حدث في مكان لم يقع فيه زلزال منذ مئات السنين ،أي أن الأبنية هناك غالبا هي أبنية قديمة لم تطبق فيها قواعد السلامة من الزلزال لعدم توقع حدوث زلزال في تلك البقعة من الأرض .

حيث أن الحكومة التركية بدأت تدابير الوقاية من تضرر البناء نتيجة الكوارث الطبيعية بعد زلزال عام ١٩٩٩م،أي أن الأمر يختلف في اسطنبول والمدن المجاورة لها عما هو عليه في الجنوب ،ويختلف بطبيعة الحال في الأبنية المشيدة حديثا أي بعد صدور قرار إنشاء جمعية الحماية من الكوارث الطبيعية DASk.

وتتجه شركات البناء في تركيا حديثا إلى تطبيق قواعد الحماية من الزلزال مستعينة بمهندسي البناء والخبراء الذين استنتجوا مجموعة من الضوابط التي يجب تطبيقها أثناء البناء تجنبا لحدوث ضرر يلحق بالبناء والسكان .والملاحظ اهتمام البلديات في اسطنبول بهذا الأمر بشكل كبير ومتابعتها لكل الأبنية وإجراء فحص روتيني لجميع الأبنية في المدينة من خلال مهندسين وخبراء يتعقبون التجمعات السكنية ويجرون تحليلات دقيقة للتربة والبناء القائم عليها ،ثم يصدرون نتائج تحليلهم بمقدار تحمل البناء فيما إذا حدثت هزات أرضية محتملة ،وبناء على هذه النتائج يمكن أن يترك البناء إذا كان عنده قدرة على التحمل ،وفي حال أثبتت النتائج عدم تحمله لهزات أرضية لاحقة تقوم البلدية بهدم البناء وتشييد بناء جديد مكانه مراعيا شروط السلامة وطبعا يحصل أصحاب الشقق على شقق جديدة .

ولذلك وتجنبا للخسائر المتكررة تقوم شركات الإنشاء في تركيا بتطبيق المعايير الآتية في البناء :

أولا:اعتماد نظام تشييد بنية قوية

وهذا يعني تأسيس بناء بأعمدة قوية بهدف توزيع قوة الزلزال نحوها مما يقلل الضغط على أجزاء البناء الأخرى ويجعل ردة فعل البناء تجاه الزلزال عمودية فيمنح هذا الأسلوب دعامة قوية للبناء مع العلم انهوووفقا للخبراء فإن الأبراج التي تتبع فيها هذه الطريقة أكثر مقاومة للهزات من الأبنية الأقل ارتفاعا.

ثانيا: اساس مناسب مقاوم الزلزال:

ويتم تشييد البناء على أساس مرن اي لين حيث يتمايل البناء مع هذا الأساس دون أن يسقط وهذا الأسلوب مأخوذ من اليابان حيث أثبت نجاحه في وقت الكوارث .

وتكون هذه الأساسات مفصولة عن أرضية البناء في حال إذا وقع الزلزال تتحرك السنادات فقط ويبقى البناء صامدا .

ثالثا :نظام تصريف المياه :

مما لاشك فيه بأن اي تسريب للمياه بالقرب من أساسات البناء يعرض البناء لخطر كبير في حال وقوع زلزال لذلك تطبق انظمة تصريف المياه بشكل تكون بعيدة عن البناء مما يحميه من التعرض للخطر أثناء الزلزال.

رابعا:نظام النواسات:

وهي دعامات توزع على سطح البناء بهدف تثبيت البناء أثناء وقوع الزلزال وتخفف من تحركه وتقوم بتهدئته حال وقوع الهزة الارضية ،وهذه النواسات أو الخمادات تطبق بأيادي محترفين ومدربين تقنيين .

خامسا :استخدام مواد بناء لينة :

من أكثر هذه المواد شهرة في الوقت الحالي هي مادة (صلب الإنشاء)وهي مادة لينة تمتص الصدمات وتعتبر آمنة ومقاومة للزلازل على عكس مواد البناء المتعارف عليها مثل الطوب الذي لا يصنف من بين مواد البناء المقاومة للزلازل بسبب قساوته .

اقرأ المزيد...
  2023-02-13  

زلزال سوريا وتركيا الأخير

زلزال سوريا وتركيا الأخير
في السادس من شباط الجاري استيقظ العالم على خبر مفجع لزلزال ضرب تركيا ومناطق واسعة من سوريا فخلف دمارا كبيرا في البنى التحتية والمنازل السكنية ،وراح ضحيته آلاف الأبرياء من البلدين وهذا الرقم مرشح للزيادة في كل دقيقة بسبب وجود آلاف العالقين تحت الانقاض ينتظرون قدوم فرق الإنقاذ التي تجاهد منذ الساعات الأولى لتلبية نداءات استغاثة الآلاف من العالقين ولكن حجم الدمار الهائل في الطرقات والمباني يجعل الأمر أكثر صعوبة مما قد يتصوره العقل فالأمر يرقى ليكون كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة .
ففي كل دقيقة هناك شخص من العالقين تحت الأنقاض يفقد حياته في دولة تعتبر من البلدان القوية عالميا مثل تركيا التي تمتلك بنى تحتية قوية واقتصادا متقدما، ومنظمات مؤهلة ومدربة على مثل هذه الكوارث البيئية ،فما بالك ببلد مثل سورية يرزح تحت الحرب منذ اثني عشرة عاما .
أما في سوريا التي تنقسم حاليا إلى مناطق مختلفة السيطرة .وكل الأطراف يقاسي السكان ما يقاسونه من فقر وتشرد وبرد ،نتيجة الحرب ،وفصل الشتاء الذي يعتبر بحد ذاته وضعا سنويا تستنفر من أجله منظمات العمل الإنساني بسبب نقص الوقود أو حتى انعدامه وتشرد الآلاف واحتياجهم لأدنى مايحتاجه الإنسان من أجل البقاء على قيد الحياة .هذا وقد كانت شدة الزلزال أكثر وطأة في مناطق الشمال السوري ،بسبب قربها من مركز الزلزال المدمر الذي بلغت شدته ٩'٧على مقياس ريختر  ،فمسحت مبان بأكملها وسوتها بالأرض .
وتعتبر تركيا المنفذ الوحيد لهذه المناطق على المساعدات الإنسانية ،وتساهم تركيا الجارة الشمالية لهذه المناطق المنكوبة في دعمها إنسانيا منذ بداية الحرب هناك .
ولأن تركيا تعاني من تبعات الزلزال المدمر في عشر مدن صنفت على أنها مدن منكوبة حاليا ،وأعلن الرئيس التركي حالة الطوارئ فيها لمدة ثلاثة أشهر.ولهذه الأسباب فقد زاد الأمر سوءا في مناطق الشمال السوري المحرر .
كما دفع السكان هناك إلى الاعتماد على مجهودهم الذاتي بأدواتهم وخبراتهم التي اكتسبوها من خلال سنوات الحرب ،واستخراج العالقين تحت ركام القصف -ويعد فريق الخوذ البيضاء هو الجهة المدربة الوحيدة التي تعمل في تلك المناطق حاليا على رغم من حجم الكارثة التي سوت مئات المباني بالأرض .
وقد لبت الكثير من دول العالم نداء المتضررين ومدت يد العون إلى تركيا بإرسال الفرق المتخصصة بالإنقاذ وانتشال الضحايا منذ الساعات الأولى لحدوث الزلزال .
وماتزال عمليات البحث جارية في سعي حثيث لإنقاذ أرواح العالقين تحت الركام في كلا البلدين .
 

اقرأ المزيد...
  2023-02-10