زلزال سوريا وتركيا الأخير
في السادس من شباط الجاري استيقظ العالم على خبر مفجع لزلزال ضرب تركيا ومناطق واسعة من سوريا فخلف دمارا كبيرا في البنى التحتية والمنازل السكنية ،وراح ضحيته آلاف الأبرياء من البلدين وهذا الرقم مرشح للزيادة في كل دقيقة بسبب وجود آلاف العالقين تحت الانقاض ينتظرون قدوم فرق الإنقاذ التي تجاهد منذ الساعات الأولى لتلبية نداءات استغاثة الآلاف من العالقين ولكن حجم الدمار الهائل في الطرقات والمباني يجعل الأمر أكثر صعوبة مما قد يتصوره العقل فالأمر يرقى ليكون كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة .
ففي كل دقيقة هناك شخص من العالقين تحت الأنقاض يفقد حياته في دولة تعتبر من البلدان القوية عالميا مثل تركيا التي تمتلك بنى تحتية قوية واقتصادا متقدما، ومنظمات مؤهلة ومدربة على مثل هذه الكوارث البيئية ،فما بالك ببلد مثل سورية يرزح تحت الحرب منذ اثني عشرة عاما .
أما في سوريا التي تنقسم حاليا إلى مناطق مختلفة السيطرة .وكل الأطراف يقاسي السكان ما يقاسونه من فقر وتشرد وبرد ،نتيجة الحرب ،وفصل الشتاء الذي يعتبر بحد ذاته وضعا سنويا تستنفر من أجله منظمات العمل الإنساني بسبب نقص الوقود أو حتى انعدامه وتشرد الآلاف واحتياجهم لأدنى مايحتاجه الإنسان من أجل البقاء على قيد الحياة .هذا وقد كانت شدة الزلزال أكثر وطأة في مناطق الشمال السوري ،بسبب قربها من مركز الزلزال المدمر الذي بلغت شدته ٩'٧على مقياس ريختر ،فمسحت مبان بأكملها وسوتها بالأرض .
وتعتبر تركيا المنفذ الوحيد لهذه المناطق على المساعدات الإنسانية ،وتساهم تركيا الجارة الشمالية لهذه المناطق المنكوبة في دعمها إنسانيا منذ بداية الحرب هناك .
ولأن تركيا تعاني من تبعات الزلزال المدمر في عشر مدن صنفت على أنها مدن منكوبة حاليا ،وأعلن الرئيس التركي حالة الطوارئ فيها لمدة ثلاثة أشهر.ولهذه الأسباب فقد زاد الأمر سوءا في مناطق الشمال السوري المحرر .
كما دفع السكان هناك إلى الاعتماد على مجهودهم الذاتي بأدواتهم وخبراتهم التي اكتسبوها من خلال سنوات الحرب ،واستخراج العالقين تحت ركام القصف -ويعد فريق الخوذ البيضاء هو الجهة المدربة الوحيدة التي تعمل في تلك المناطق حاليا على رغم من حجم الكارثة التي سوت مئات المباني بالأرض .
وقد لبت الكثير من دول العالم نداء المتضررين ومدت يد العون إلى تركيا بإرسال الفرق المتخصصة بالإنقاذ وانتشال الضحايا منذ الساعات الأولى لحدوث الزلزال .
وماتزال عمليات البحث جارية في سعي حثيث لإنقاذ أرواح العالقين تحت الركام في كلا البلدين .